تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. logo إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.
shape
شرح كتاب الإيمان من مختصر صحيح مسلم
45520 مشاهدة print word pdf
line-top
آية الإيمان حب الأنصار وبغضهم آية نفاق

قال المؤلف رحمه الله تعالى: باب: آية الإيمان حب الأنصار وبغضهم آية نفاق.
عن البراء رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الأنصار: لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق. من أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله .


الأنصار هم أهل المدينة الذين أسلموا في المدينة وسموا أنصارا؛ لأنهم نصروا الله ورسوله، نصروا المؤمنين لما بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم في العقبة بمكة قالوا: إنا ننصرك كما ننصر أهلينا وأبناءنا وأموالنا، فسماهم الأنصار، وهم قبيلتان بالمدينة من العرب من الأوس والخزرج؛ قبيلتان كانوا في المدينة وكان عندهم قبائل من اليهود؛ قبيلة بني قينقاع، وبني النضير، وبني قريظة.
فكان اليهود أهل كتاب وعندهم علم بأن النبي صلى الله عليه وسلم سوف يخرج، ولكن يتحرون أن يكون منهم، فكانوا يتوعدون الأنصار ويقولون: قد أظلكم زمن نبي وسوف نقاتلكم معه، فدائما وهم يتوعدون الأنصار.
فلما كثر توعدهم ودعاهم النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة عرفوا صفاته، وقالوا: هذا هو النبي الذي يتوعدنا به اليهود، فهلموا فلنؤمن به قبل أن يؤمنوا ولنكن من السابقين، فسبقوا إلى الإيمان به، وبايعوه، والتزموا أن ينصروه، وطلبوا منه أن يهاجر إليهم، وإذا هاجر أن ينصروه مما ينصرون منه أبناءهم ونساءهم؛ فسماهم النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار، ولما هاجر إليهم المهاجرون واسوهم بأموالهم، وقالوا: نحن نشتغل في الأموال والثمرة بيننا وبينكم، فكانوا يؤثرون على أنفسهم، ولو كان بهم خصاصة، فزكاهم النبي صلى الله عليه وسلم وأخبر بأنهم من أنصار الله تعالى، وبأن من أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله. لا يحبهم حبا قلبيا إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق.
اشتهر فيهم رواة حديث كثير، واشتهر فيهم رؤساء كثير؛ فمنهم سيد الأوس سعد بن معاذ ومنهم سيد الخزرج سعد بن عبادة وأسيد بن حضير من الأوس، جعفر بن عبد الله من بني سلمة، أنس بن مالك أبو سعيد الخدري الأنصار كثير؛ هؤلاء من أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغصه الله.

line-bottom